علي العميِّر ( علي بن عمر الظاهر )

بسم الله الرحمن الرحيم

علي العميِّر ( علي بن عمر بن ظاهر )
علي بن عمر بن ظاهر بن محمد بن رشيد بن حمد بن راشد بن محمد ( ابو حمد) بن حمد بن سالم (فَلفَلْ) بن عبد الله بن حمد بن محمد بن رشيد بن علي بن محمد الحسن الزبيري


بسم الله الرحمن الرحيم

علي العميِّر ( علي بن عمر الظاهر )
علي بن عمر بن ظاهر بن محمد بن رشيد بن حمد بن راشد بن محمد ( ابو حمد) بن حمد بن سالم بن عبد الله بن حمد بن محمد بن رشيد بن علي بن محمد الحسن الزبيري

والدي والذي افتخر بانه هو والدي وسبب وجودي على هذه الدنيا رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته ..
جده محمد بن رشيد هاجر من بلدته الأصلية (نعام) التي تقع جنوب الرياض بالقرب من الحريق .. انتقل منها الى مناطق القصيم واستقر بالشماس وهي كانت البلد القديمة قبل شهرة بريده ثم انتقل إبنه ظاهر وولده عمر الى اللسيب في بداية زراعته مع من بدأ به لحبهم وعشقهم للزراعة وهم أسرة الحمود الموجوده الى الآن فيه والتي قدمت اليه أيضا من الشماس وقبله من وادي الدواسر الموطن الأصلي للوداعين .. وهم يتوارثون إمارته أو رئاسة مركز اللسيب الى يومنا هذا ..
علي الظاهر رحمه الله تعالى والده هو عمر الظاهر وكانوا في منطقة القصيم وخصوصا القرى الى زمن قريبا جدا او مازالوا يعتمدون على تصغير بعض الاسماء فكانوا يطلقون على والده ( عميِّر ) بتشديد الراء مع الكسر تصغيرا لاسمه عمر ..
من ذلك اشتهر هو بعلي العميِّر
كان صارما الى درجة كبيرة مثله مثل بقية اسرته وصرامته هذه هي التي جعلت له من الشهرة في المنطقة المحيطة ما يجعل الكثير من المحيطين يحسبون له حسابات كثيره ..خصوصا في مسائل احقاق الحق او القطع في المسائل الكبيرة .
لكن هذه الصرامة والشدة ماتلبث ان تنتهي وتزول امام الابناء .. فقد كان مليئا بالعطف والحنان خصوصا مع صغار السن ..
وكان مع صرامته أيضا جريئا حيث لا يمكن ان ينثني عن رأيه اذا رأى فيه مصلحة او فائده له او لغيره , وهذا ما حبب الناس له وجعله مقبولا الى درجة كبيرة جدا ..

يقول لي احد الرجال كبار السن الذي عاصره وهو عبد الله العمرو رحمه الله :
كنت آخذ الركاب الى مكه للحج وكان هو عم لي من الرضاعه ونعرفه ويعرفه الجميع انسان اذا قال فعل ..
كنت ذات عام قد نويت الحج وقد تم حجز السياره كامله من اناس من اهل الحمر (ريف شمال غرب بريده) وكان اهل الحمر يعرفون بشدتهم والتزامهم بالدين وقوة امرهم في ذلك فقاموا بحجز السيارة كامله ودفع اجرتها مقدما حتى لا يكون معهم ركاب اخرون لا يعرفون من اين هم ..
وقد علم العم علي بانني سأحج وكان يحب الحج كثيرا حيث لو سنحت له الفرصة للحج كل عام لذهب ..
حضرت الى البيت بعد ان اتفقت مع اهل الحمر وبعد علمه بنية الحج ولا اعرف كيف علم المهم انني لما حضرت الى البيت وجدت عند مدخل البيت فراشا مطويا فسألت عنها اهل البيت فقالوا انها لفلان ..!!
علمت بعد ذلك انها للعم علي فوقعت في حيرة بين اهل الحمر والعم علي ..الذي لا استطيع ان اقول له السيارة محجوزه او غير ذلك من مبررات ..!

انطلقت الى اهل الحمر وانا قد وضعت فراشه على السياره ولما رأوها قالوا لمن هذا الم نشترط عليك ان لا يذهب معنا احد ..؟؟؟

خضت معهم في جدال طويل حوله وفي النهاية قلت لهم لكن هذا الانسان هو الذي لا استطيع ان اقول له لا..!! في هذا الكون فإما ان تقبلوا به وحياكم الله ا وان اذهب به وحيدا الى مكه .. يقول ثم تابعت ولن تندموا باذن الله ستستريحون لمرافقته وتجدون منه كل خير ..
يقول :
كانوا قد ضاق بهم الوقت فلن يجدوا سيارة تقلهم فلا يوجد سيارات كثيره حتى يتمكنوا من استئجار اخرى ..لكنهم قبلوا به وهم يتمتمون ان لا مانع..
فواحد اسهل عليهم من جماعه .. الامر هين الى درجة كبيرة ..
يقول استقلينا السيارة ولما سرنا لمسافة تقارب نصف يوم وكان العم علي قليل الكلام جدا بل ونادرا ما يتحدث لكنه يتحدث بما يفيد فقط .

وصلنا الى مكان قالوا لنستريح هنا ثم نتابع سيرنا فنزلنا بناءً على امرهم وكان معهم ( ذبيحة ) فانزلوها لذبحها واثناء بحثهم ومناقشاتهم لامر الذبيحه وكل منهم يقول للآخر اذبحها انت واذا به يتولى امرها  وبعد ان انتهى اخذ مكانه بقرب النار وجلس دون ان يتحدث بشيء او يتذوق منها أي شي ..!!

كان ذلك مفتاح علاقة معه حيث فرحوا بصحبته واكملنا حجنا ولله الحمد وكان من المواقف معه ما زادهم به حبا وثقة زائده ..!

ابو عمرْ..
رحمه الله تعالى توفي عام 1389 هـ بعد ان عانى لفترة من امراض الشيخوخه ..
اكثر شدته كانت على كل ما يتعلق بالدين والصلاة من اهم الاشياء الذي كان يشدد عليها بل ويضرب بقوة من اجلها الصغير او الكبير ولا يهتم لاحد ..
عمل في الزراعة كثيرا فيما يسمى القنصي أو النقره أو غيرها من الأماكن في اللسيب.
كان اهل اللسيب ( وهي واحة ريفية غرب بريده ) كلهم يتناقلون عنه الاخبار وماذا فعل علي العمير واين ذهب ..؟؟
علي العميِّر (علي بن عمر بن ظاهر )
والده رحمه الله عمر الظاهر الذي كان كثيرا متواجدا في المسجد ويدل على ذلك كثرة ذكر اسمه في المخطوطات  مع مطوع اللسيب عبد الكريم بن عودة المحيميد  كشاهد ثم أصبح اماما للمسجد في اللسيب الى فترة طويله فحفظ  القرآن ..

كان اميا لا يقرأ ولا يكتب..
ومن مواقفه الجميلة التي يذكرها بعضهم ان رجلا من اهل اللسيب اتى اليه بخطاب (كانوا يسمونه خط) من زوج ابنته التي كانت عند والدها من فترة بسبب خلاف بينهما وقد علم بها كل اهل اللسيب بسبب التقارب والتواصل وصغر القريه ..
فقال له الرجل :
ابو محمد ...
اقرأ لي ماذا كتب في هذ الخط ..؟؟
فسأله هو بسرعة ومن اين هو ؟؟
قال الرجل من فلان زوج ابنتي ..
فاخذه ابو محمد ثم قلبه اعلاه اسفله واسفله اعلاه وقلبه مرة اخرى على الجنبين في منظر يوحي بالتمعن في الكتابه فقال للرجل ..
(ود زوجته له) يعني خذ زوجته واوصلها اليه دون نقاش او اطالة حديث ..ثم رمى الخطاب في النار واحرقه ..ولم يتكلم بعدها .. والرجل يعرفه لا يمكن مجادلته او نقاشه ..

فاخذ الرجل من الغد الباكر ابنته لى زوجها ففرح بهم واستقبلهم احر استقبال وبقيت زوجته معه عمره كله دون ان يعرف احد ماذا كتب في الخطاب ..!
له مواقف كثيرة وكلمات ذهبت امثله مثل قوله ( اضرب ولا تسمي ) وهذه قالها اثناء شجار كبير حدث بين بعض اهل اللسيب وبعض الباديه حينما كان بعض اهل اللسيب يناديه باسمه ياعلي العمير ياعلي العمير .. فقال له ( اضرب ولا تسمي )

وكذلك مقولته في شجار حول جمل له في السوق حاول احد اللصوص سرقته والادعاء بانه له ..فامسك اللص في السوق وبدأ بضربه وهو يقول ( كان الجمل جملي فالجمل جملي وكان الجمل جمله فالجمل جمله ) حتى صرخ اللص واعترف بان الجمل ليس له وانه خاص بهذا الرجل ..!وهذه القصة حدثني عنها ناصر المحيسن رحمه الله تعالى وكان رجلا مسنا ومن قرناء علي العمير وممن زامله كثيرا في حياته وكان يروي عنه الكثير الا انني لم احفظ منها الا هذه ..
!
علي العميِّر ..
تزوج بثمان نساء .. منهن من ماتت في ايام الجدري .. ومن ماتت اثر مرض غير معروف في تلك الايام .. ومن طلقها .. وغير ذلك ..!!

كانت والدتي هي الاخيرة منهن .. حيث تزوجها وهو قد تجاوز الخمسين وهي صغيرة جدا ربما لم تتجاوز  احدى عشرة سنة الى 13 سنه .. فهي تقول كنت العب في الشارع مع البنات ويمر علينا هو ورجال اخرين قادمين من المسجد ويراني العب ولا يحدثني باي شي بل يتركني كما أنا اتم لعبي ..وكان من بناته من نساءه الاخريات منهن في مثل سني بل واكبر .. رحمه الله رحمة واسعه ..

ليس هذا كل شيء عن علي العمير ( علي بن عمر الظاهر ) رحمه الله تعالى بل سأعود اليه مرة اخرى ... قريبا ..بإذن الله ...!!