منوعات
تغيير العالم..!!
ملئ هذا العالم بالمشاكل،والحروب،والهموم،والقتال،والأمراض ألعضويه منها والنفسية
المنتشرة بين الناس حتى ان السليم يكاد لايخلو من شئ من القلق والحزن والعواطف المختلفه في هذا الوقت،وبذلك قد يصبح سقيما،
قد لايوجد مخرج من هذا الا الى اشد منه ،فمن يستطيع ان يعيش متجاهلا ما يحدث او مبتعدا عنه؟
فالحوادث واخبارها في هذ الوقت تتبع الانسان اينما ذهب ولا يمكن له ان ينفك منها حتى لو انطوى واعتزل العالم في مكان بعيد،فإنها قد تأتيه برسالة جوال يقوم بعدها فزعا،او بزيارة من صديق ينقل له كل الآلام والحوادث،
قد يبدو امر تغيير العالم صعبا، او خيالا ان يكون التغيير،بل قد يقال محالا، ولكنه امر سهل بتغيير زاوية النظر الى العالم،
كثيرون هم الذين ينظرون الى العالم وما فيه من زاوية واحدة،ولمدة طويلة من الزمن لاتتغير معها نظرتهم اليه حتى المرضى من الناس ينظرون الى المرض من زاوية الالم والاحساس به والدوران في محيطه،
وبالامكان تغيير ذلك كله اذا غيرنا من انفسنا وكيفية النظر الى الاشياء والاحساس بها،
كيف؟
لننظر الى المرض مثلاـ حفظ الله الجميع من المرض ـ حينما يمتحن الله به بعض الناس تجده يصاب بالجزع ويبدأ بالتألم والأنين حتى لو كان الامر عارضا بسيطا،ويختلف الناس في ذلك وهم على درجات فمنهم من يتألم لأبسط الاشياء ومنهم كذلك من لايهتم ويهمل الامر ولو كان صعبا حتى انك حينما تراه تشك بانه مريض،
فلو ان الانسان نظر الى المرض من زاوية الابتلاء من الله اولا لهان الامر درجة كبيرة ثم من زاوية القدر وان ما صابه لم يكن ليخطئه لهان درجة أخرى ثم من زاوية الصبر والاحتساب وكذلك من زاوية سؤال النفس هل ستبقى دائما سليما معافى دون اي عوارض ثم ينظر اليه ايضا من زاوية التوقف عن المسير واعطاء النفس اجازة والتمتع براحة وعدم الاحساس بألم المرض وأعتبار انه في اجازة من العناء اليومي وتوقف اجباري لفترة محدودة،ويكون خلالها ادخال اشياء جديدة على النظام اليومي وخصوصا الاكثار من ذكر الله والدعاء حتى يرتفع البلاء،
وقد لايكون تبديل هذا الاحساس بسهولة الا انه ممكن جدا بالتدرب عليه والاقتناع بالفكرة والايمان الحقيقي بالقضاء والقدر،
اما بالنسبة لتغيير العالم فيكون بتغيير النفس وكيفية رؤيتها للحوادث والاشياء من حولها وتطبيعها على التأقلم مع كل ما يحدث من جديد والتفاعل معه في حينه،فنؤمن بأن كل ما يحدث اقدار من الله فنتفاعل مع هذه الاقدار بالرضا،والقبول وعدم التوقف للأحزان والعواطف المتتابعه التي قد تستهلك اوقات كثيرة من العمر دون فائده،ولا نرمي بكل شيء على القدر بل يكون التفاعل وفق المعطيات الشرعيه التي ترشدنا الى كيفية التفاعل والتعامل مع الاحداث،فالحروب والكوارث التي تدور من حولنا هي من الاقدار،ولكن لانستسلم ونقول هي أقدار ونقف،بل ان مقدر الاقدار هذه قد ارشدنا الى كيفية الاستعداد والعمل لها والتعامل معها او قبل حدوثها، حتى يكون دفعها سهلا ,
هل رأيت انسان يكون عليه حادث سيارة وتكسر فيه رجله وهو بعد ذلك يبتسم او يضحك..؟
تسأله كيف تضحك وانت على هذه الحال؟فيكون جوابه من واقع الزاوية التي ينظر الى الحادث من خلالها فيقول وقع الحادث وانتهى لا ابكي ولكني افرح حيث الاصابة كسر في الرجل وليس في الرجلين او في العمود الفقري او نزيف في المخ قد يؤدي الى اعاقات دائمة؟
هذه النظره هي الواقعية والتي يجب ان تكون بينما هناك آخرين يدور تفكيرهم عند حدوث حادث مثلا بتساؤلات عدة اغلبها لاتفيد فهي تتحدث عن الماضي كيف حدث الحادث؟كيف انكسرت رجلي؟لو اني كنت كذا لكان كذا..او لو بقيت في المنزل او لو لم اخرج .. او انت اخرجتني ..!!
فيبقى يدور في دائرة المشكلة والالم ولا يخرج منها؟
النظرتين السابقتين مختلفتين،فالأولى فتحت لصاحبها افقا اعلى وسعادة بينما الاخيرة حصرت وحاصرت صاحبها في دائرة الالم والمشكلة كما سبق.
مايحدث في فلسطين مثلا لايجب ان نتوقف عنده وتعليقه على السياسات الماضيه وانه نتاجها ونتاج افكار الزعماء السابقين او غير ذلك،فهذا لن يفيد في شيء،ولكن نقول ان هذا قدر وانتهى والحمد انها لم تكن معها الاردن او مصر او سوريا فتكون برغم صعوبتها اسهل على النفس فتوجد الحلول بهدوء ودون اي انفعالات تؤثر في الحل،فيجب ان نبحث مانحن فيه الآن ونخطط للمستقبل وننسى الماضي بما فيه من احزان،او امجاد وان كان تذكر الامجاد والافراح يزرع في النفس النشوة ويعدها للأفضل,ونبدأ بحل المشكلة والانتهاء منها،
الجميع متفق على ان لا احد يستطيع ان يغير في الماضي شي ..!!
تغيير العالم يكون من خلال تغيير زاوية النظر الى حوادثه وأحداثه وهذا قد يكون سهلا على البعض وصعبا على الآخر،وقد يكون من السهل الممتنع على محدودي التفكير الذين يرونه في غيرهم سهلا ولا يستطيعون نقله الى انفسهم لاستصعابهم تطبيقه على انفسهم،
اذن هو يعود للنفس البشريه , أي لنفس كل انسان على حدة وبدقة الى حدة التفكير فالتفكير الضيق ينحصر في الاماكن الضيقة والتفكير الفسيح الواسع يتمدد الى الفضاء وينظرالى الكون كله بما فيه من بساتين وبياض وزروع والوان ..!
إرسال تعليق
0 تعليقات
الكلمة الجميلة مدخل القلب