ايليا ابو ماضي ( سكت الشادي )


ايليا ابو ماضي , من مواليد لبنان وهاجر الى مصر واستقر في الاسكندريه عام 1900 م
 وأولع بالأدب والشعر حفظاً ومطالعة ونظماً. أجبره الفقر أن يترك دراسته بعد الابتدائية كان اول انتاجه في مجلة الزهور  أصدر أبو ماضي أول دواوينه الشعرية عام 1911، بعنوان "تذكار الماضي"، وكان يبلغ من العمر 22 عاماً، شعره السياسي والوطني جعله عرضةً لمضايقات السلطة الرسمية، فهاجر عام 1912 إلى أمريكا الشمالية، وصل أولاً إلى مدينة سينسيناتي، وهناك عمل مع أخيه محمد في التجارة، وتنقل بعدها في الولايات المتحدة إلى ان استقر في مدينة نيويورك وهناك عمل نائباً لتحرير جريدة مرآة الغرب وتزوج من ابنة مالكها السيدة دورا نجيب دياب وأنجبت له اربعة أولاد. وهو شاعر متميز بالكثير من الهدوء في شعره ... وهذه قصيدة له جميلة جدا .. سكت الشادي .....

لا تَـسَلْ أيـن الهوى والكوثرُ
سَـكَتَ الـشادي وبُـحَّ الوترُ
فـجأةً  ... وانقلب العُرسُ إلى
مَأتمٍ  ...ماذا جرى؟ ما الخبرُ
مـاجتِ  الدنيا بمن فيها ، كما
مــاج نـهرٌ ثـائرٌ مُـنكدرٌ
كُـلـهم مُـسـتَفسِرٌ صَـاحبه
كـلُّهم  يُـؤذيه مـن يَستَفسِر
هَـمَسَ  الـموتُ بـهم همستهُ
إن همس الموت ريحٌُ صَرصَرٌ
فـإذا الـحيرةُ فـي أحـداقهم
كـيفما مـالوا وأنـى نظروا
عـلِموا  ... يا ليتهم ما عَلِموا
أنَّ  دنـيا مـن رؤىً تُحتَضَرُ
والـذي  أطـربهم عـن قُدرةٍ
بــات لايـقوى ولا يـقتدرُ
يَـبِسَ الـضِّحكُ على أفواههم
فـهو كالسُّخرِ وإن لم يسخروا
وإذا الآسـي ... يـدٌ مخذولةٌ
ومُـحيا  الـيأسُ فـيه أصفرُ
شاع في الدنيا الأسى حتى شكت
أرضُـهـا وطـأتَهُ والـجَدرُ
فـعلى  الأضـواء مِـنه فترةٌ
وعـلى الألـوان مِـنه أثـرُ
والـقـناني صُــورٌ بـاهِتَةٌ
والأغـانـي عَـالـم مُـندثرُ
ألـهـنا أُفـلِت مـن أيـديهمُ
والأمـاني  ...؟ ..إنها تنتحِرُ

إرسال تعليق

0 تعليقات