ذكريات
ستة ايام في مصر (3)
اعتقد أنني لأول مرة أنعته بأبي سوار ففي السابق فقط عرفت بأسمائه
.. سوار التي قال فيها لمن لا يعرفها :
صغيرتي سوار..
عُملتها نادرة في عالم الصغار
أميرة من غير ما اختيار!
ينفذ أمرها على ..
جميع من في الدار
تشير في إصبعها..
فيعبر اليسار لليمين واليمين لليسار!
بلقيس؟
ما بلقيس في قاموسها من عالم الأحرار!
نلت شرف رؤيتها مرتين ..
الأولى في العام الماضي في صلاة المغرب لما دخلت المسجد واذا على يمين الصف ابا سوار وعن يمينه يصطف إنسان قصير لم اعتد
على رؤيته مع جماعة المسجد تميز بما يحمل فوقه (من تسريحة كدشية جميلة تليق بمن يحملها) أنيق يقف بأعتدال وقوة
وصلابه ..!
وكان الامام في طريقه للركوع فكبرت وركعت معه ولما سلم الإمام وسلمت
يمينا ثم شمالا رأيت مباشرة عينين صغيرتين متطابقتان تماما مع عيني ابا سوار ..!!
لكنهما يملكان من الجرأة ما يعبر عن قوة اتخاذ القرار في الحق في
المساواة بين الرجل والمرأة حينها ولذلك كان الوقوف في الصف صلبا لا يهتم لأحد ..!!
وقلت في نفسي اذا وافقت جماعة المسجدعلى هذا الاحتجاج لها وبقائها
فلن اصلي معهم ..!!!
حتى بلغني أناس انها لم تعد مرة أخرى ربما وجدت عملا آخر او طريق
تعبير اقوى من الصلاة مع الجماعة ..!!
لكن حدث تطور عظيم ..!
حيث كانت الجرأة اكبر هذه المرة فقد صلت بنا إماما مساعدا في رمضان
وأثناء صلاة القيام أو التراويح كان صديق الرحلة ابا سوار يصلي بنا إماما فهو صاحب
صوت شجي ومطرب ويعوض النقص دائما بالمسجد ويسد الخلل عند غياب الإمام ولما صلى تلك
المرة كانت سوار تقف بجانبه تؤمنا معه .. ربما هو استعداد وتخطيط للمستقبل (الله
يدفع البلا )
حتى اذا سلم الوالد والتفت الى الجماعة التفتت وهي تنظر اليهم واحدا
واحدا لا تأبه بأحد ..!!
قد نعود لكتب الفقه لمطالعة باب إمامة النساء للرجال تحسبا لأي طارئ
..!!
تذكرت قول والدها :
تدوس فوق غترتي !
تسخر من مهابتي !
تنحر في مملكتي عهود الاحترام!
وتفرض الحصار
أما أنا..
فمثل كل مرة
أسمع في جوانحي دمدمة الإعصار
وأشتم الصغار والكبار
أنا الذي غلبت كل مارد من عصبة الشطار
تغلبني سوار؟
ماعاد يجدي معها التأديب بالكلام
كم مرة حاورتها
واشتعل الخصام
والضرب يا سادتي الكرام
قد أدب الحمار!
وإنني أدركت من شمعون أنه إذا حاورت كل أخرق بمنطق السلام
فإنه استسلام!
وقلت: لا سلام..
هذه سوار,وقد
قدمت تعريفا بها حتى يعرف قارئ السطور من هي سوار حفظها الله ورعاها ..!
أعود الى ابي سوار صاحب التخطيط والافكار ..!
ناداني في المسجد يوم الخميس قائلا (حماده) وأنا التفت هنا وهناك
ابحث عن حماده ..!!
ثم كررها وقال (حماده .. ازيك )
ضحكت بعد ان علمت قصده قلت له بسرعة اهلا ( يا استاز حمدي ازيك انت
وازي الولاد) ..!!
حتى نكون متساويان حمدي وحماده ..!!
كانت الفكرة ان نتخذ اسمين دارجين في مصر حتى ينادي كلا منا الآخر
حيث لا يكون هناك لفت لأنظار الناس في الشوارع ..!!
ثم كرّ وفرّ بسرعة وقال :
المشكلة اذا قلت لك حمادة والتفت الف حماده ماذا سيكون الموقف ..!
قلت له انت من الخبوب ..!
أرخي رأسك قليلا وأعتدل والتفت مع الناس كأنك تبحث معهم ولا احد
يعرف من المتكلم وينتهي الموضوع..!!
فكرته جميله (حمدي وحماده) لكنني لما عدت الى البيت ونظرت في المرآة
صدفة ضحكت كثيرا وبقهقهة اسمعت الجيران ..!!
وأنا اقول:
حماده .. !!
قاتل الله افكارك ابي اسوار ..!!!!
هذا الوجه لا يناسبه حماده .. !!
هذا الوجه يناسبه ( سر الختم .. عصمان ..حاج ...أو كما تقول أمي
ظاهر ..او ابو علي كما يقول الاصدقاء ) ..!!
حماده ..!!
يا (مبارك آغا خان) ..!
((حمدي وحماده .. اللهم لا حسد .. حابس حابس ..))
لكن نتقبلها للحاجة (حماده حماده) .. ربما حماده من اسوان .. او
الصعيد او أي منطقة من جنوب مصر ..!!
كنت اكلم نفسي امام المرآة .. بشكل مضحك كل ذلك من هذه الافكار
الغريبه ..!!
أصبحت الاستعدادات متكاملة الى درجة كبيرة وكل شيء جاهز للسفر .. !!
بالنسبة لي بدا الأمر عاديا يوم الجمعه فقد طلبت اجازتي بناء على
تخطيط (ابا الافكار) على ان تبدأ في السبت وتنتهي يوم السبت الآخر ثمانية أيام
تماما كما هي في التذاكر دون أي زيادة او نقصان ..!
حل السبت وكل شيء جاهز للإقلاع , تقابلنا في المسجد لصلاة الظهر قال
:
جاهز ..!!؟؟
أجبته وأنت..؟؟
كان موعد الحضور للمطار الساعة الواحدة والنصف ..!
لا اعلم لماذا يتقدمون كل هذا الوقت الرحلة في الرابعة والحضور
الواحده والنصف أي ان هناك فرق ساعتين ونصف ..!
يعجبني (مطار) النقل الجماعي كم هو منظم بشكل دقيق كانت لي معه
تجربتين الأولى الى دبي من الرياض وكانت تجربة جميلة لأن معي كتابين أردت ان
اقرأهما ولم اجد أفضل من تلك الرحلة وكان الإقلاع في الأولى في الرابعة تماما ...
وفعلا تماما في الرابعة بالضبط تحركت الحافلة .. وفي المرة الثانيه من بريده الى
الرياض والاقلاع كان في الثامنه مساء وفعلا تحرك في الثامنه بالضبط ..!!
ماهو الفرق ؟؟
اعتقد انه الكبرياء والغرور فقط ..!!
في رأيي ساعة واحدة تكفي لأنهم أيضا يبقون الركاب في الطائرة فترة
زمنية حتى الاقلاع ..!
تحركنا من منازلنا في تمام الواحدة مع الشيخ علي لإيصالنا الى
المطار وهناك بدأت أزمة الرحلة الحقيقيه ....!!
في المطار تكتمل طرفة ( حقيبة ابي سوار )...!!
يتبع...
إرسال تعليق
0 تعليقات
الكلمة الجميلة مدخل القلب