ستة ايام في مصر (5)


توجيهات مضيفة الطائرة التي لم تتغير على كل انواع الطائرات
 وهي التي تثير الذعر في الركاب كلها عند الغرق او عند انقطاع الاكسجين او غيرها من الفأل السيء
بسم الله
 حمل صديقي يديه  وحملت حقيبتي واتجهنا الى الطائرة عبر البوابة رقم واحد كان هناك طابور يقارب ثلاثين شخصا أو اكثر وهم يختلفون بين رجل وامرأة قال الجار الغربي:

لنبقى جالسين فلن يقلعون ونحن هنا حتى ينتهي الطابور ..!
أما انا فلما اعلن المذيع الإذن للركوب قفزت بسرعة وكان ذلك من قلة الخبرات والتجارب في السفر عبر الطيران ..!
لم يستغرق الأمر أكثر من خمس دقائق حتى كان الجميع في الطائرة ..!
كانت الطائرة قريبة من البوابه اقل من أربعين مترا لاتحتاج الى نقل او غيره ولذلك لم يتأخر احد من الركاب في الصعود الى الطائرة التي كانت جاهزة لأنها قد توقفت منذ لحظات فقط  لينزل ركاب ويصعد آخرون ..!
حسب علمي انهم يتخذون هذا المنهج لأن سعر وقوف الطائرة في المطار مكلف لذلك مجرد ما ينزل الركاب يصعد الآخرون مباشرة ..!
قابلنا عند مدخل الطائرة مضيف ومضيفة تملأ وجوههم الابتسامات .. عملهم يتطلب منهم ذلك حينما رأيتهم لأول مرة قلت في نفسي ( عمل شاق ) وقت طويل يقضونه معلقين بين السماء والأرض  ويتعاملون مع اصناف مختلفة من الناس ويجب عليهم بث الابتسامات وروح التفاؤل في الركاب ..!
كانت مقاعدنا قريبة من المقدمه ثالث صف بعد الدرجة الاولى التي كانت خاليه ..!
جلس الركاب تقريبا في مقاعدهم بسرعة حيث لم يستغرق الامر اكثر من دقائق بسيطة لقلة عددهم ..!
قال جاري ( ابا سوار) بعد ان قام واقفا والقى نظرة على الطائره :
الطائرة شبه فارغة الركاب قد لا يصلون الربع ..!!
ثم أعلن المذيع الداخلي  عن ربط الاحزمة واتخاذ الوضع الصحيح استعدادا للإقلاع ..!
قال ابو صالح :
لو انه طيران السعودية ما تحركت شبرا واحدا حتى تكمل الثلثين فما فوق ولو انهم اجلوا الرحلة بل والرحلات ...!
قلت له اقرأ كثيرا عن الشكاوى ضدهم وإنهم لا يقدرون الإنسان وليس له او لمواعيده أي اهتمام .. المهم الربح بأي طريقة ..!
داخل الطائرة الحراثة ومتابعة مسار الطائرة عبر الشاشة
تحركت الطائرة للاتجاه الى المدرج للإقلاع وقد كانت لا تحتوي أي رفاهية ما عدا المكيف ..!
قلت لآبي صالح:
هذه الطائرة أشبه ما تكون بالحراثة لا شيء فيها سوى الكرسي  لكنها تؤدي الغرض ..!
كان اقلاعنا في تمام الرابعة وأحد عشر دقيقة مساء..!
بعد الاقلاع بصعوبة تمكنت من سرقة هذه الصورة بسبب صاحب الرأس
عند الإقلاع لم اكن معجبا بأسلوب القياده كانت تهتز كثيرا وغير مستويه ولها صوت مزعج  (قرقعة) يوحي بانها مفككة نسبيا .. الا ا ن ابا صالح مع ذلك معجب بطريقة قيادة الطيار لها وطريقة الإقلاع ..!!
هكذا هم البشر يختلفون عند ابسط الاشياء فكيف بقيادة طائرة ..!!
حينما ارتفعت قال المذيع اننا سنطير على ارتفاع ثمانية وثلاثون ألف قدم .. مباشرة وتلقيا وأنا مشدود الأعصاب أخرجت ( الجوال وبدأت بحسابها كي اعرف بالمتر )  كانت احد عشر الف وخمسمائة واثنان وثمانون وأربعة من العشرة متر ...أي احد عشر كيلو وأكثر من النصف ..!!
يا الله ..!
الغريب اننا اثناء هذا الارتفاع نشاهد الأرض بتقاسيمها والمنازل وكل شيء واضح تقريبا ويمكن تمييزه من خلال النافذه ..!!
سألني الجار الغربي :
هل ابلغت وليد ( السائق ) بموعد وصول الرحلة ..؟؟
قلت له نعم قد اتصلت به  قبل الدخول للصالة وابلغته بالتفاصيل وأن الوصول سيكون في مطار القاهرة القديم وفي صالة رقم واحد ..!
حتى انه سألني عن موعد الوصول هل هو بتوقيت القاهر هاو بتوقيت السعوديه ..!
اتجه ابي صالح الى جاره في المقعد وسأله كم الساعة الآن في القاهره ..!
قال له جاره ( وقد كان مصريا يرتدي ملابس اجنبية الكاملة وبقمة الاناقة ) أخر ساعتك ساعة فقط ويضبط معك التوقيت ..!!
مباشرة قلت لأبي صالح :
يعني الفطور سوف يتأخر ساعة ..!!!
تردد قليلا ثم قال لا ..!
اختلفنا عند هذه النقطة ثم اقتنع بعد عمليه حسابية .. بأننا صمنا قبلهم بساعة وسنفطر معهم والمفترض ان نفطر قبلهم في بريده .. مما يعني ان هناك ساعة اضافيه يقابلها اجر عظيم بإذن الله تعالى..!
نسيت الطائرة مع الوقت واصبح كل شيء عادي جدا فبدأت بالتخطيط لرحلات اخرى مستقبلية بإذن الله حيث وجدت شيئا من الراحة النفسية وعودة الثقة في الطيران ..!

كان زمن الرحلة ساعتان الا قليلا قطعناها في الحديث المتنوع والتوقعات والتندر على الحراثة .. حتى جاءت المضيفة تقدم الطعام للركاب .. !!
كانت التوقعات ان نصل في وقت الافطار او قبله وكنا نتوقع ان نضطر الى ان نفطر في سيارة التاكسي ..  او خارج المطار فأخذنا منه التمر فقط وكانت ثلاث تمرات مغلفة بعلية بلاستيكية في وسط كرتون صغير جدا كعلبة الكبريت لونه اصفر وعليه شعار ( مصر للطيران ) خوفا من ان يدركنا الافطار ونحن في السيارة او الطريق..!
مضت الساعات بين حديث ونعاس وخلاف وغيرها مما يقتل الوقت  وكنت كثيرا ما اتابع مسار الطائرة الموضح على شاشات موزعة اعلى المقاعد توضح صورة الطائرة وهي مرتفعة وحط سيرها من القصيم الى القاهرة وانعطافاتها وكانت صورة الطائرة على الخط  تتقدم مع كل دقيقة طيران مبتعدة عن القصيم  مقتربة من القاهرة كما يحدث في ( القارمن عند متابعة ملاحة السيارة ) ..!
بعد ان أصبحت الطائرة فوق البحر الاحمر وقرب شرم الشيخ حيث بدأنا بمشاهدتها عبر النافذ وبصعوبة بالغة لوجودنا في المقعدين الثاني والثالث بعد النافذة حيث لم نستطع التصوير او الرؤية الا خلسة وسرقة بسبب الراكب المجاور للنافذة الذي كان يغطيها برأسه كاملة ..!
منظر للبحر الاحمر قرب الشرم او اجزاء من الشرم تم تصويره ايضا خلسه 

منظر للشرم من قوقل ايرث 
أعلن قائد الطائرة  العودة الى المقاعد وربط الأحزمة استعدادا للهبوط في مطار القاهرة الدولي ..!!
كان اعلانه قبل نزول الطائرة الى مستوى قريبا من الهبوط بقرابة عشرين دقيقة .. !
حتى بدأنا بالإحساس بنزول الطائرة الى مستو منخفض مكننا من رؤية كاملة لما يحيط بنا من أجزاء القاهره اكبر عاصمة عربية من حيث عدد السكان ..!!
الهبوط في مطار القاهره 
لم يكن الهبوط مع هذه الطائرة باحسن من الاقلاع الا انه حدث ولله الحمد بكل يسر رغم الاصوات التي صدرت من الطائرة الحراثة وكثرة الضجيج .. الا انها تفي بالغرض ولا يعتمد عليها لفترة طويلة هذا في رأيي ..!!
نزلنا مطار القاهرة الدولي ...ومن الطائرة الى صالة القدوم عبر الحافلة..أول شيء استغربته عند بعد الخروج  من الصالة لإنهاء إجراءات الدخول كان ..!!

يتبع ............

إرسال تعليق

1 تعليقات

  1. غير معرف1/21/2012 9:58 م

    تقرير ممتاز وشيق
    بس على اي خطوط طيران كانت الرحله ؟

    ردحذف

الكلمة الجميلة مدخل القلب