شعر
رائعة الأيام الخالية للشاعر مبارك المحيميد
من اروع ما قرأت من شعر يتحدث عن الماضي وخصوصا ما يلامس حياتنا الفطرية المبنية على قوة العلاقة الاجتماعية وقوة العلاقة ايضا مع البيئة اقرأها كثيرا فهي تصور لي ايام الطفولة والذكريات الرائعة لأبناء الارياف , هذه القصيدة وقد تلاعب بوجداني شطر من بيت من ابياتها الرائعة وهو قول الشاعر :
هذا البيت يصور فكر كل طفل يرتع بين احضان والديه لا يتصور يوما انه سيبقى دون احد والديه وخصوصا الاب ليعيش بقية حياته كأنه وحيدا رغم كثرة من يحيطون به مهما بلغت درجة القرابة والمحبة والمودة له رغم ان الوالدة حفظها الله قامت بدور جبار لن نفيها جزء من حقها مهما عملنا لها .. الا ان الاب يبقى هو الاصل وهو الفكر وهو الوجدان ..ربما ان هذا الشطر هزني لأنني جربت الحرمان من وجود الاب منذ الطفولة فقد توفي والدي رحمة الله عليه وانا في الخامسة من العمر وهي من اهما الفترات التي يتذوق فيها الطفل حنان والده وعطفة ويشم رائحة ابوته ..
هذه هي القصيدة الرائعة كاملة ...
إن زرت يوما قريتي فانقل لآثاري سلام
في الدار بين نخيلها وعلى النفود أو الرغام
في الأثل حين تفردت في العش أفراخ الحمام
ولأهلها فانقله من قلب شجيٍ مستهام
في الدار بين نخيلها وعلى النفود أو الرغام
في الأثل حين تفردت في العش أفراخ الحمام
ولأهلها فانقله من قلب شجيٍ مستهام
=====
بدروبها المتمايلا ت ويالحسن دروبها
كتمايل السلسال في عنق تزيد جمالها
وحمائم والكون ير قص من رجيع هديلها
وبديع ليل الصيف فيها والنسيم يزورها
كتمايل السلسال في عنق تزيد جمالها
وحمائم والكون ير قص من رجيع هديلها
وبديع ليل الصيف فيها والنسيم يزورها
=====
أنا لست أنسى مابقيت مزارعا وخمائلا
ومرابعا.. ومراتعا.. وسواقيا.. وجداولا
ومساكنا طينية منثورة ومنازلا
ياكم أحب بأرضهن مسالكا ومداخلا
ومرابعا.. ومراتعا.. وسواقيا.. وجداولا
ومساكنا طينية منثورة ومنازلا
ياكم أحب بأرضهن مسالكا ومداخلا
====
والمسجد الطيني فيها شامخ بمنارته
ما أطعم اللقيا به في فيء روحانيته
في بابه أو ساحه في السطح أو في خلوته
وأنا عجينة أرضه أو طينة من طينته
ما أطعم اللقيا به في فيء روحانيته
في بابه أو ساحه في السطح أو في خلوته
وأنا عجينة أرضه أو طينة من طينته
=====
والديك فوق جداره الطيني مجتهد يصيح
ودجاجه من تحته عن لقطها لا تستريح
والنخل باسقة تلاعبها مع الأيام ريح
ظلت تجود وحولها زمن عجافي شحيح
ودجاجه من تحته عن لقطها لا تستريح
والنخل باسقة تلاعبها مع الأيام ريح
ظلت تجود وحولها زمن عجافي شحيح
=====
ما كنت أحسب أنني سأعيش يوما دون أب!
وبأن في صدري هشيما حين حل الحزن شب
وبأن ما عندي من الإيمان في البلوى رسب
لكنني بك يا أبي كلف إلى لقياك صب
وبأن في صدري هشيما حين حل الحزن شب
وبأن ما عندي من الإيمان في البلوى رسب
لكنني بك يا أبي كلف إلى لقياك صب
====
هذا دخان الذكريات وقد غزاها الاحتراق
يالؤمها إن أجلبت لتقيم في نفسي سباق
وعقوقها.. ياكم تجرعنيه بالكأس الدهاق
يالؤمها إن أجلبت لتقيم في نفسي سباق
وعقوقها.. ياكم تجرعنيه بالكأس الدهاق
والحلو منها حين يعرض ذكره.. مر المذاق ّ
الشاعر مبارك المحيميد
إرسال تعليق
0 تعليقات
الكلمة الجميلة مدخل القلب