أنا..!

ليس من المقبول أدبا أن تتصل على أحد دون أن تعرف بنفسك خصوصا اذا كانت العلاقة بينك وبين من تتصل به والتواصل متباعد قد يكون فيه نسيانا أو ضياع رقم ربما يوقع المتلقي بإحراج منك.
!

عرف بنفسك بعد السلام وبمجرد الرد ولا تجعل من إتصالك لغزا بمن تتصل تحير من تتصل به .
فحينما طرق الصحابي جبر بن عبد الله رضي الله عنه باب النبي صلى الله عليه وسلم ليكلمه له في دين على ابيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم من بالباب؟؟

فقال جابر أنا !

فقال النبي صلى الله عليه وسلم ..أنا أنا !!

قال جابر رذي الله علنه كأنه كره ذلك .

كما جاءت هذه القصة في البخاري ومسلم .

فلا أعتقد أن جابرا رضي الله عنه وهو الصحابي الجليل الذي شهد بيعة العقبة وشهد بيعة الرضوان ولم يتخلف عن غزوة من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاة ابيه الذي كان يمنعه من المشاركة لرعاية اخوته التسعه وهو ايذا الذي نزلت به آية الكلالة أن يكون قد قال انا وهو يجيب على الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون قالها كبرا أو استعلائا كما ورد ذلك عند بعض المفسرين الذين اجتهدوا في ذلك فأخطئوا.

لكنه والله أعلم إنما قالها لما في نفسه وكان مطمئنا لذلك متأكدا منه أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعرفه من صوته , فقال انا ولم يقل أنا جابر للتعريف في نفسه وهذا هو الخطأ الغير مقصود ..

والرسول صلى الله عليه وسلم حينما كررها كرها لهذه الكلمة وتعليما للناس بأن كلمة لا تعرف بصاحبها ولا تدل على من هو وهي الكلمة التي يتشدق بها كثيرا من الناس في كل عصر غرورا أو كبرا أو جهلا ..

ومعلم الآمة لم يكررها على جابرا لنهرة وإنما هو لينقل جابرا ذلك كما في هذا الحديث للناس أن هذه الكلمة لا تكفي للتعريف و للدلالة على الإنسان أو صفته وهذا من مساحة الدين وطريقة النبي التربيوية للأمة .

ولم يخجل جابر أو يتردد في نقلها للناس بهذا الحديث مما يدل على أنه من ضمن السلسلة التي يتعلم منها الجميع بارادة الله دروس تربوية ارادها الله للناس ووضحها رسوله بأمثلة واقعية حدثت ونقلها أصحابه لنا وتبقى الى يوم القيامه .

فليس من المقبول أدبا أن تتصل على أحد دون أن تعرف بنفسك خصوصا اذا كانت العلاقة بينك وبين من تتصل بها والتواصل متباعد قد يكون فيه نسيانا أو ضياع رقم قد يوقع المتلقي بإحراج منك لأنه لم يعرفك من صوتك أو حتى عندما تزور أحد من الأفضل أن تعرف بنفسك لمن يرد عليك ليستعد لك بما يرضيك مستقبلك ولا تفتح مجالا للظن أو الشك أو حتى مجرد التفكير بسوء نية تكون مدخلا للشيطان للعبث بالعلاقة بينكم .

والله أعلم .